الخميس، 24 يونيو 2010

تبئى تجي من الريح







نشتاق بصمت … لا يحق لنا الإشتياق أساساً


 مرات الحدود بتفرق ناس …  


تختنق الأصوات ...
أنتظر بلهفة مواعيدنا القديمة ...
أكاد ألتهم الشوارع العريضة التهاماً
كلما اقتربنا أكثر تباعدنا المسافات والوجوه والأيام أكثر ..
أقف على الحدود .. بـ Bunch أزهار ابتعتها من إحدى الصغيرات
على الطريق المؤدي إليك ...
تلتهج شفتاي بـ “ متى بتعود … علمني متى' ؟؟ “ وأرتعش ..
- بغيت أسأل عن باص ...
- باص رقم 313 على وصول / بصوت أشبه بالزعيق


أراك بين جموع العائدين والملهوفين ، تضيق بك أحضانهم
تلتفت هنا وهناك ..
أمد إليك كلتا ذراعاي ..
ذراعاي لم يرهقهما الوقت !
جهد عظيم أبذله الآن في الوقوف على قدميّ …
في ابتلاع الازدحام من حولنا وبطئ المسير ..
في إخماد حنين يطفر فيّ مذ وطأت ..
أناملك تلوح لي بها تشدني إليك بسحر وحلم
لامبالاتك .. رجولتك .. الشعيرات السوداء النابتة بذقنك
كلها تحرك فيّ شيئاً قديماً ظننته تلاشى' منذ زمن ..
أحبك حد الذوبان فيك ...
تسقط عيناك علي ، نتوه كلينا
نلهث / تنقطع أنفاسنا …
مرتبكاً تقف تغمض جفنيك .. تفتحهما مجدداً
أومئ برأسي “ أخـــــــــيراً ! “
تضمني بقوة .. تحتوي وضوحي ، انتظاري ، احتياجي
أخبئ معالم اشتياقي بصدرك .. أدفن وجهي / رأسي فيه
أتلذذ برائحة التراب والنقاء والحب العالقة بـ ثوبك …
تشدني إلى صدرك وثغرك بقوة ….
تتحسس شفتاي ، عيناي ، والرموش الطويلة التي اعتادت أمي تشذيبها كل شهر ..
تلتصق أنفاسك بجبهتي ، تشد بيديك على رأسي ..


- نفس الشال المورد اللي لبستيه آخر مرة
- أحبه ، يذكرني فيك
- لبسيه دايماً / أبداً


اشتقتك …
خذني إليك بعيداً بعيداً…


خدني على بلاد ما فيها بيارق …
ما فيها مداخل ولا فيها حراس    


تبكي حبيبي وأبكي معك ….
الأسماء … الأشياء .. تتشابه في غيابك
أتشبث بك جيداً … نقف وحدنا عند السياج الحدودي
وحدها الحدود تشاركنا كافة التفاصيل والمشاعر
الناس قد رحلوا .. والسماء قد أسدلت خمارها الداكن
لكننا لم ننتهي بعد ...


 خدني على بلاد ما فيها أسامي
مزروعة حرية بتساع كل الناس