الخميس، 17 ديسمبر 2009

taste of cherry








نتهافت على التقاط حبات الكرز المعلقة بأريحية
على الأغصان ...
تهمس لي بشيء ثم ننفجر ضاحكتان ...
هل كنا نحلم حينها ؟
لا أعلم !
فقط آثرنا أن نعش جنوننا كما اعتدنا ...
هي بصخبها وثرثرتها النزقة
وأنا بصمت وجنتاي ، ببقايا السكر العالق فيما بين أناملي
والذي أعددته سابقاً للمربى' ...
" الأرض " باردة في أشد أيام الربيع زهواً
تكاد تزفر وجعاً من مرارة الصمت
كان لنا الحق بالضحك واللعب والرجوع
صغاراً حيثما شئنا ..
كان لنا الحق بالرقص والوثب والبكاء أحياناً ..
دسست بجيبها القطني ثمار الكرز الناضجة
" لنصطبغ بحمرتها اليوم ؟ "
ضحكت حد الوداعة ، حد اليأس
" لنفعل ... حتما سيقتلوننا "

يأتي الليل ...
لنبدأ حكايتنا الــ ما قبل الأخيرة !
نتشح بالسواد ،
أمسك بيديها جيداً في الحلكة الدامسة
نجري لاهثتين إلى الأرض
تسدل كلانا شعر الأخرى ..
نتحرر من جميع قيود مدينتنا
من نعالنا ، أقراطنا ، أساورنا
حتى أوشحتنا السوداء ...
نخرج ما أعددناه من حبات الكرز
ثم نبدأ بممارسة جنوننا ..
نصبغ شفاهنا ، أيدينا بالأحمر الطازج
ونقفز / نقفز عالياً ونتمايل ...
كانت صحبتنا لأشجار الكرز أكثر أنساً
ومتعة وجنون !
كانت هي أشد قوة مني وجمالاً وجرأة
لطالما شغفت بنرجسيتها...
كانت مرآتي الزجاجية ، ذكرياتي ، صباي ..
كانت هي مراهقتي ...
إلى أن نشتم رائحة الشفق تنضج من جديد
نودع شجرتنا والكرز والعصير القاني
نزيل حتى رائحة الأرض التي نشتاقها من فستانينا
سرعان ما نرتدي أوشحتنا ثانية ..
أجادت ارتداءه منذ الأزل كباقي النسوة
بعكسي أنا ، لا زلت أتعثر به ..
" كيف تجيدين ارتداءه هكذا ؟! "
تقهقه : " اقتربي " / تلف الغطاء مجدداً حولي
في كل مرة أرتديه تعود هي لتلبسني إياه جيداً
ثم نعود ...
تتعالى أصوات المساجد ...
تصل التكبيرات أرضنا لتطهرها
وتطهر معها الثمار والأغصان والريح والشجر ..
يأتي يوم جديد
يولد فيه جنوننا من جديد ..
نقطف ما استطعنا من حبات الكرز
ونخبأ ما تطاله أيدينا ،
لليل ثانية .....

إلى العذارى الحالمات / خواتي
غنوج ، زهراء
.... أحبكم ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق