أنا امرأة مثقلة بـ بيروت والثورة والإنهاك ….
أتيتك أحمل حزناً شرقياً - فارسياً يخنقني منذ الأزل …
أنا بندقية ثائرة تحملها أيدي شهداء الأرض والريح والعشق ….
وطني أمسى' خرافة من ورق ، لولا بعض الشوارع والأضاحي والوجوه
التي التحفت حدود الأرض واستكانت فيها !
وأنت .. رغم كل تلك الفوضى' المحاطة بي تجيد الظهور في الوقت ذاته
تحترف تكبيل فوضاي/بعثرتي …
وتحطيم كل الأوهام لـ تعود رجل الحنين بلا منازع …
شفافاً طاهراً كان قدومك ..
كالماء المنساب عبر حافات الصخر …
كـ لحنٍ صوفيٍ توقف عند ذات المقطع وانقطعت معه الأنفاس بـ خشوع ..
أخبرتني مرة أنك أتيت هنا باحثاً عما بقي من ثوار ومقاومين
فأسقطتك الدروب في دائرة الحب الخالدة – كما أسميتها ..
والتقينا في زمنٍ لم يُكتب …
عشنا أياماً لم تمر ، ومشينا في أزقة لم توجد قط !
ثم حدث أن اختفى' الماء …
فقضيت باقي أيام منفاي السحيقة عطشة ، جافة
فقدتك قبل أن أفقد فيَ الهوية …
هدأت ثورتي التي كانت تندفق بـ جنون في دمي ..
وهناك ؛ على باب أحد الأضرحة خلعت سياستي ، حماقاتي ، مبادئي
وهبت قلبي للدين قرباناً …
قلبي الذي احتللت كل شبرٍ فيه حتى' قبل أن يحتل العدو أراضينا !
صار خاوياً ..
أفنيته للناس ، لليتامى' ، للطفولة .. للثاكلات
المضحك جداً أنني اعتزمت الرهبنة لأجلك !
أنتَ كنتَ شيئاً جميلاً في زمنٍ لا يعرف الجمال ...