الجمعة، 15 أبريل 2011

لا يُحكى ولا يُبكى





أفترش الأرض الحجرية المتكسرة ككل فجر، أسكنها
أمارس عرفاني.. وأنتحب
أشعر بأطرافي المحتقنة اشتياقاً، تواصل ارتعاشتها الأزلية
لا زلت أذكر تفاصيل لقائنا الخجِل المشبع بكل غياهب الحنين...


،
على ذات الأرض كانت لهفتي الأولى، وعلى ذاتها كان ضعفي الأول 
كان طويلاً... طويلاً بحيث تختبئ الشمس خلف كتفيه
والنجوم، كانت متعلقة بشوق داخل حدقتيه!
أغمضت عيناي خجلاً...
لم أستطع أن أتفحصه أنا بكل مخمليتي..
ابتسم، فانفرجت أسارير الشمس وراء عنقه
أدركت لاحقاً أنه رأى كل طقوسي الخاصة، والتي كنت أؤديها
هنا في ذات الفناء..
،
كان لساني يلهج ترتيلاً.. كنت أغني بصوفية مفرطة/مترنمة
وأرقص!
أناملي نُحِتت كي تتقن ذلك تفردْ..
كي تحلّق عالياً نحو حجب النور الكثيفة البعيدة بعد المدى..
هسهسة قريبة قطعت كل شيء، أنهت طقوسي قبل أن ينتهي الوقت..
وكان أن رأيته! 
عشقاً طاهراً قدرنا، وُلِد مذ أن خُمِد فيّ العتم
وكأن هدية الرب -بعد صلاة عميقة حزينة- قد تجلت فيه...
لم يرف جفناه بعد.. ركز أنظاره، كل حواسه نحوي
جفِلت!
أمسك بأطراف خمار الشيفون الكشميري الملتصق برأسي،
-"مسكيناً/فارغاً من لم يرَ الجمال الكشميري!"
رن صوته في الأرجاء برجولة مُربكة...
لم أنبس، 
-"تسلقت جدارك كي أسرقك"
توردت وجنتاي، خفت.. خُلِع خلخالي مطلِقاً رنيناً رومانسياً!
انحنى عند قدميّ، التقط الخلخال، ثم دون أن يلمسني،
دون أن يحدق إلي حتى، سمح لنفسه أن يلبسني إياه ثانية
التفت عائداً وقبل أن يمضي :"انتظريني هنا حتى أعود"
،
أجلس هنا في الفناء الصامت، على حاجز ذات الجدار الذي تسلقه 
سكنت نفسي هنا منذ أن رحل،
كل فجر أحدق ملئ عينيّ نحو الأفق، 
-"قد يعود مع خيوط الشفق"
مضت أعوام ولم أجزع، الحب/الإيمان ربى فيّ صبراً جميلاً
شعري الكستنائي الطويل صار يتساقط، روحي صارت تذبل مع كل ترنيمة
رأسي أتعبه النظر للأعلى، لم يعد يحتمل
...لكن تلك حكاية أزلية كفيلة بأن تعانق الخلود







لكل الأميرات خرافة، وتلك كانت خرافتي
كشميرية وفارسي!



الاثنين، 11 أبريل 2011

كازا دي لا تروفا


"It needs two to Tango..!"
،




شهية متوهجة أخاذة كموسيقى كوبية!
تملأ حيّنا الخجِل الخافت ارتباكاً... تملؤه إشراقة أيلولية عذبة
تضفي معالم الحياة على البيوت المصفوفة الملونة
يجن الورد، تهيج الطيور، الموسيقى
الشرفات ..
...حينما أدركتها كان الوهج الشفاف يحتضن وجنتاي
عدتُ قيس .... قيسها هي!
في السابق كنت ألتقط ال Protrait للوجوه نفسها .. والتي لم تكن تتغير 
حتى أنني لم أكن أحشر حدقتي في العدسة.. حفظت تلك التفاصيل عن ظهر غيب
كانت الأشياء/الأيام روتينية متشابهة،، إلاها !
كل صباح أفتشها، لحظات وتظهر كالحلم وأختفي أنا
أغدو جزءاً مغبراً من مجموعة الصور الرمادية المعلقة
كنت أنكمش كحبات توت مر يومين على قطفها!
،
في إحدى صباحات أيامي الفارغة، صدف أن التقيتها 
كاد الدم يطفر من جبيني بجنون ... 
وقفت مشدوهاً بجمال اللحظة.. بطهارة عينيها 
بسحرها.. وأكثر!
رغبة مجنونة اعترتني في أن أصور ذلك جمال بعدستي
بلطف محبب تخطتني.. حاولت إرجاع الوقت لبرهة
أن أوقفه ليتوقف الحي/الأصوات/الوجوه... 
ونبقى كلانا قريبان، صامتان نغرق في "حكي" لا نتفوه به أصلاً
مندفعاً صرخت : "لحظة !!!"
توقفت، التفتت بتساؤل... اقتربت منها بتردد
- "أأأ مرحبا..."
بابتسامة :"أهلين "
-"بتعرفي دكانتي ما ؟"
-"اللي بنهاية الطريق ؟"
-"امم... يا ريت تمرئي لعنّا يوم وتتصوري"
-"هههه تعرف إني ما بملك ولا حتى صورة  ؟!!!"
-"جد ؟ خلص صار لازم يكون عندك تنتين"
-"وليش تنتين ؟"
-"وحده إلك والتانية تتعلق على ع حيطة الدكان"
ضحكت بكلاسيكية! جمعت الريح .. سرقت كياني واختفت .
،
مغروسةٌ بروحي... ما طلعت
تتوارى خلف عناقيد الماضي/الصور
...زهريةٌ ملطخٌ قلبي بها
تبزغ من بين أكوام الصمت ووجوه الموتى ال لازالت معلقة!
أتحسس تقاسيمها، عينيها الفضيتين، ووجهها الغامض
أستذكر تفاصيل اليوم الأول والثاني والأخيرْ
ويوم توهج الأستوديو "تبعي" بحضورها
ويوم رقصنا التانغو على إيقاع لاتيني
لا يشبهني !
وذات يوم ارتعش نزقي.. ضممت العاشق فيّ
لملمت انكساراتي وسألت : "أينها ؟"
كان الجواب قاسياً مجرداً "اختفت"...
موجِعٌ الفقد.. لا يُحتَمَل
منذ أن غفوت على رحيلها، ما رجعت نفسي
احتذيت بها، أتقنت ممارسة الغياب
افترشت ركناً حزيناً أبدياً
كرهت التانغو والسالسا .. 
خنقت الإيقاع الغيتاري المنبعث من صورتها
مزقت باقي الصور
وانطفأت.....




En ausencia de amante*
de abril-11