الأربعاء، 29 يونيو 2011

*جــــانْ








لكلّ اسم حكاية ؛ واسمكَ بحد ذاته أمْسية سَرديّة !
أنت لست تعلم أنك - اسمك حالة خاصة متفردة تقشعر كُلّي كُلّي .. 
ألوذ قدر استطاعتي بأي تعبير تمثيلي ساذج قد يمحو آثار غيابك الذي استحوذني ..
إنني تَعِبة من (الغمّيضة) التي بيننا و الـ ليست تنتهي رغم الملل المزعج !
عاداتي الجديدة أمارسها عمداً كي أتقرب منك،
لكننا رغم القرب نظل بعيدين بعد المدى / الذي لا يمكننا أن نصله ..
ليل يأتي .. أغنية طويلة توشك على الانتهاء لكنها لا تنتهي! .. مطر دافئ لم يسبق أن اعتراني ..
مرآة تقف فوق كل شيء وكل شيء تصرّ على واقع أجْبِرتُ أن أعيشه ليس إلا ..
وخوف فاحِش ..
حبيبي أبداً .. لا تُطِل البُعد / دراما روتينية أخرى نهايتها معروفة مسبقاً
لست أريدها أن تعيش فينا .. أن تتغلغل بين صلواتنا المستمرة
واحتياجنا المتكرر ..
وجنوني ...
عطري الصيفي البارد لففته بـ وشاح باهت..ثم دفنته أسفل (قرشة) الكُحل العربي الكبيرة
لأمنع حالة بكاء قاسية ضعيفة ككل حالاتي الصيفية ..
روحي باتت معلّقة برائحة وأغنية وكُحل !!
ليل كهذا لن يمر دون تراتيل وصلاة تختتم كل الانفعالات ..
تحيي مسافة وهمية بيننا وأبجديات لغة تسرد كل ما يخالجنا ..
واشتياق للحديث مع الرب ..
هو وحده أحق أن أبكي له دموعي المختلطة باللوز الأسود /الكُحل 
في ظل غفرانه ..
وأنتحب على كل الهفوات والبدايات التي لم أريدها أن تكون !
وحده بيده لقاؤنا/ غيابنا ..
صلاتي سأؤديها فقط من أجل هذا البعد الجاف الذي يطرّز لقاءنا بالعجز 
أن يزول ...






*جــــان : مفردة فارسية تعني "حبيب" :*


الجمعة، 24 يونيو 2011

مفرق غياب










- الحزنْ يجعلكِ أجمل...لأنكِ به تشبهينني أكثرْ!
- لِمَ تشتاقُ إنهاك نرجسيّتي بـ جوزائيّتك ؟
- أنتِ وحدُكِ قادرة على قراءة أحرف الملحِ الذائبة في مياهي
- تماماً..تلك المياه بحاجة لأن تعاد إليها نقاوتها!
- أحتاج ملحي
- وأنا أحتاج شفافيتك!
؛

تغيرت أغاني التمرد التي كانت تسكنها، حلت مفردات حب/حرية/حنين تطربها علينا 
قبل أن تخلد لـ عزلتها..
تغيرت تلك صورة مغامرة عنيدة، استبدلت بأخرى ولهة، ضعيفة، ناعمة كالغسق الطري
هي لم تعرف بعد أنه تملكها، كلها
منتظرة / تتخذ عتبة حديقة أمي الصغيرة، تسامر الريح والأوراق وقطط الجيران
و ( البال مشغول بـ الحبايب )
 صغيرتنا ما عادت تفرّق بين وجهها ووجهها!!
تقف أمام المرآة، تشتكي كثرة الوجوه وضجيج الأصوات التي باتت تتعبها
تتهرب مني، منهم، منها
تذوب وتذوي على نفسها أكثر...
كانت روح أخرى، كانت صخباً بحد ذاته 
لكنه انطفئ..انطفئ ذلك الصخب الذي بتاتاً لا يشبهها 
- لِمَ حياتنا متعلقة بأفعال الماضي بجنون!
كل ما (كان) جميلاً حزيناً لذيذاً محكوم عليه أن يصبح (كان) !
لِمَ لا نخلق لحاضرنا جمالاً وأمنيات كالماضي الذي يأبى التلاشي ؟ 
كلما التففنا حولهم يعيدون لمسامعنا ما كان وصار وحدث 
ولا ندري بعد أنَحْنُ ثمرة ماضيهم الجميل أم أنّنا مجرد عاقبة حاضرهم القاسي ؟
كانت دائماً تقول :
- أنا لست (ماضياً)... ولن أكون أبداً أبداً
الآن كل ما تفعله هو الاختلاء بنفسها بعيداً..
تتخذ عتبتها وتحكي كل ما يخالجها للريح الوفية،
التي تضم كل حكايانا وترحل إلى آخرين دون أن تنبس عنّا شيئاً...
،
أتوسلها بألا تقتل الأولى فيها...
أبكي حين تذرف كلماتها للهواء وللأرض وحتى لساعي البريد الأصم!
لكنها تصمت أمام عينيّ..
ظن الجميع أنها اجتازت (فوبيا) الأعين التي لازمتها
إلاي..
أدرك جيداً أنها مازالت هي، صغيرتنا التي ترهبها النظرات
- مالذي يمنعك من أن تحكي ؟ 
، احكِ لي...احكي كـ شهرزاد!
تحتضن إحدى القطط، ووسادة فرو بيضاء، وعلبة حديدية مهترئة
تحتويهم بكل دفئها، كينونيّتها
:
- كان لي حلمٌ جميل..كبرت وكَبُرَ معي حُلُمي
اليوم، صار الجميع يمارس وأد الأحلام...خوفاً عليه حبسته في زجاجة!
وتصمت....
تعاود الرحيل -الانطفاء- أبداً
ولم نعرف بعد مَنْ ؟!






الأربعاء، 22 يونيو 2011

نـــون








الأسامي كلام
شو خص الكلام ؟
عينينا هنّي أسامينا

،،
زمان...لما كنا صغار كنا نلعب لعبة الأسامي
نسوي احنا/البنات دائرة، وليلى كانت تقعد بقلب الدائرة
تمسك ايد وحده وحده...
....وتقرا الاسم المكتوب عليه!
،،
كانت قد أطلقت خرافتها للتو..تزعم أن يد إحدانا اليسرى تحمل اسم أميرها!
..المحظوظة جداً هي تلك التي يظهر الاسم الأحب إليها مزيناً يدها اليسرى
،،
 كنت أعشق مثل هالألعاب الخرافية..تاخذي لـ عالم ثاني جميل خيالي / بعيد..
وكنت أكرر بـ داخلي : "مافي أحد..مافي اسم" 
،،
تنتهي من أيديهن المممتدة نحو مستوى نظرها.. تصرخ : "دورج !"
يحدقن إلي بفضول بريء..يتهامسن، يضحكن
- "لا تحاولين، فيه يعني فيه"
في كل مرة كان هذا الـ أمير الـ اسم يتغير، لا نناقش هذا التغيير الكذبة
، هي قوانين لعبة ليلى..
تتأمل تلك المساحة العظمية الصغيرة بين أناملي وذراعي، 
تضيق عينيها كـ من يحاول التركيز لـ يصطاد أمر ما..
بحرفنة /باتقان تجيده حقاً..
تقترب من أذني..ولتغيظهن توشوش بخفوت ذلك الاسم..
وتكرره..."هذا آخر شي وخلاص ارتبط فيج للأبد!"
ذهول، تكذيب، خوف..
وسط إلحاحهن..وعينيها!
تبتسم، تعاود الوشوشة :"اسم حلو، يا عيارة"
تورّد، ارتعاشة غبيّة، وَخد أحمر...

....أميري كان الأول والأخير بلاشك!
،،
سنين مرت، كبرنا، اللعبة ماعاد نذكر منها شي، 
ليلى تزوجت..اسمه أعتقد بعيد بعد السما عن اللي كان - مثل ما تقول - على كفها!
والبنات نفس الشي..وظليت آنه وجم وحده
نردد : دراستنا/أحلامنا أولى من كل شي...
،،
ثم يظهر هو..الـ اسم..الـ أمير..الـ طفولة 
فجأة...
كانت لارتعاشتي تلك أسباب غيبية اتضحت لي الآن..
امتلأ رأسي به كما لم يمتلأ بأحدٍ قبله..
الذكريات الدافئة تجيء ثانية، تصدق ليلى واللعبة 
وضحكات الصبايا..
وخدّي الأحمر!
...
فوق حدود العقل والحب
فوق غليان العاطفة، وارتعاش النزق...
فوق الزمن الذي ولّى من اللهو والعبث
فوق الـ أصوات المستنكرة وإبليس وأضغاث الأحلام
فوق التعب والخوف والصداقات المحتضرة
أحببته.
...

لملمنا أسامي اسمي عشاق
من كتب منسيي وقصايد عتاق
وصرنا نجمّع أسامي ونولّع
صاروا رماد وما دفينا!

- فيروز