- الحزنْ يجعلكِ أجمل...لأنكِ به تشبهينني أكثرْ!
- لِمَ تشتاقُ إنهاك نرجسيّتي بـ جوزائيّتك ؟
- أنتِ وحدُكِ قادرة على قراءة أحرف الملحِ الذائبة في مياهي
- تماماً..تلك المياه بحاجة لأن تعاد إليها نقاوتها!
- أحتاج ملحي
- وأنا أحتاج شفافيتك!
؛
تغيرت أغاني التمرد التي كانت تسكنها، حلت مفردات حب/حرية/حنين تطربها علينا
قبل أن تخلد لـ عزلتها..
تغيرت تلك صورة مغامرة عنيدة، استبدلت بأخرى ولهة، ضعيفة، ناعمة كالغسق الطري
هي لم تعرف بعد أنه تملكها، كلها
منتظرة / تتخذ عتبة حديقة أمي الصغيرة، تسامر الريح والأوراق وقطط الجيران
و ( البال مشغول بـ الحبايب )
صغيرتنا ما عادت تفرّق بين وجهها ووجهها!!
تقف أمام المرآة، تشتكي كثرة الوجوه وضجيج الأصوات التي باتت تتعبها
تتهرب مني، منهم، منها
تذوب وتذوي على نفسها أكثر...
كانت روح أخرى، كانت صخباً بحد ذاته
لكنه انطفئ..انطفئ ذلك الصخب الذي بتاتاً لا يشبهها
- لِمَ حياتنا متعلقة بأفعال الماضي بجنون!
كل ما (كان) جميلاً حزيناً لذيذاً محكوم عليه أن يصبح (كان) !
لِمَ لا نخلق لحاضرنا جمالاً وأمنيات كالماضي الذي يأبى التلاشي ؟
كلما التففنا حولهم يعيدون لمسامعنا ما كان وصار وحدث
ولا ندري بعد أنَحْنُ ثمرة ماضيهم الجميل أم أنّنا مجرد عاقبة حاضرهم القاسي ؟
كانت دائماً تقول :
- أنا لست (ماضياً)... ولن أكون أبداً أبداً
الآن كل ما تفعله هو الاختلاء بنفسها بعيداً..
تتخذ عتبتها وتحكي كل ما يخالجها للريح الوفية،
التي تضم كل حكايانا وترحل إلى آخرين دون أن تنبس عنّا شيئاً...
،
أتوسلها بألا تقتل الأولى فيها...
أبكي حين تذرف كلماتها للهواء وللأرض وحتى لساعي البريد الأصم!
لكنها تصمت أمام عينيّ..
ظن الجميع أنها اجتازت (فوبيا) الأعين التي لازمتها
إلاي..
أدرك جيداً أنها مازالت هي، صغيرتنا التي ترهبها النظرات
- مالذي يمنعك من أن تحكي ؟
، احكِ لي...احكي كـ شهرزاد!
تحتضن إحدى القطط، ووسادة فرو بيضاء، وعلبة حديدية مهترئة
تحتويهم بكل دفئها، كينونيّتها
:
- كان لي حلمٌ جميل..كبرت وكَبُرَ معي حُلُمي
اليوم، صار الجميع يمارس وأد الأحلام...خوفاً عليه حبسته في زجاجة!
وتصمت....
تعاود الرحيل -الانطفاء- أبداً
ولم نعرف بعد مَنْ ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق